طالب
برلمانيون وصحفيون وسياسيون عرب بالافراج الفوري عن الصحفي العراقي منتظر
الزيدي الذى رشق الرئيس الامريكي جورج بوش بحذائه ووصفه "بالكلب" خلال
زيارته الوداعية للعراق، فيما أكد الدكتور عبدالله الأشعل استاذ القانون
الدولى انه ليس من حق الولايات المتحدة محاكمة الزيدي لأنها اعترفت بان
العراق دولة ذات سيادة والجريمة ليست دولية كما منحته عائشة القذافى وسام
الشجاعة.
وفى مصر، طالب أكثر من 70 نائبا بمجلس الشعب يمثلون مختلف
التيارات السياسية منظمات حقوق الإنسان الاقليمية والدولية بإعلان تضامنها
مع الصحفى العراقي الذى عبر عن رأيه فى رفض الإحتلال الأمريكى لبلاده
بإلقاء حذائه على الرئيس الأمريكى.
وأكد هؤلاء النواب فى نداء وجه
إلى هذه المنظمات الإثنين تضامنهم العام مع الزيدى فى موقفه هذا وطالبوا
بالإفراج عنه فورا ووقف التعذيب الذى يتعرض له فى الوقت الراهن وحملوا
الجهات المعنية المسئولية تجاه ضمان حياة الصحفى العراقي الذى وصفوه
بالبطل.
من جهتها، أكدت الامانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب
الحكومة العراقية بالمحافظة على حياة الصحفي منتظر الزيدى وتأمين إطلاق
سراحه وضمان محاكمة عادلة له ومراعاة كافة الظروف التى أحاطت بالواقعة.
وقالت
أن الحالة النفسية التى يعيشها الشعب العراقى ومعاناته القاسية وسقوط مئات
الآلاف من الضحايا بين قتلى وجرحى كانت الدافع وراء ما بدر منه .
فى
الوقت نفسه، اعلن خليل الدليمي الرئيس السابق لهيئة الدفاع عن الرئيس
العراقي الراحل صدام حسين الاثنين ان نحو 200 محام عربي واجنبي ابدوا
استعدادهم للدفاع عن الصحفي العراقي، وقال ان "العمل يجري على قدم وساق من
اجل انشاء هيئة دولية للدفاع عنه.
كما طالبت قناة البغدادية
العراقية السلطات التي يعمل بها الصحفي منتظر الزيدي بالافراج الفوري عنه
تماشيا مع الديمقراطية وحرية التعبير التي وعد العهد الجديد والسلطات
الامريكية العراقيين بها.
واضافت القناة في بيانها ان اي اجراء
يتخذ ضد منتظر انما يذكر بالتصرفات التي شهدها العصر الدكتاتوري وما
اعتراه من اعمال عنف واعتقال عشوائي ومقابر جماعية ومصادرة للحريات الخاصة
والعامة.
من جهتها، قررت عائشة ابنة الزعيم الليبي معمر القذافي
ورئيسة جمعية "واعتصموا" للأعمال الخيرية الاثنين منح وسام الشجاعة للصحفي
العراقي منتظر الزيدي.
وقالت الجمعية في بيان لها "ان الصحفي منتظر
الزيدي قال من خلال ذلك صراحة: لا لانتهاك حقوق الإنسان وعبر عن موقفه
بقذف حذائه على وجه الرئيس الإمريكي جورج بوش".
الأشعل: ليس من حق أمريكا .. محاكمة ضارب بوش
من
جهته، وصف الدكتور عبد الله الاشعل استاذ القانون الدولي فى جامعة القاهرة
واقعة رشق صحفي عراقي للرئيس الامريكي جورج بوش بالحذاء فى بغداد ان
الواقعة تعتبر اعتداء على ضيف أجنبي له حصانة دولية وقام احد المواطنين
بالاعتداء عليه.
واضاف الاشعل أن هناك قانونا جنائيا يتعامل مع هذه
الحالة وهو القانون العراقي لذا سوف يحاكم هذا الصحفي امام محكمة عراقية
لان ما حدث ليس جريمة دولية الا اذا اراد الامريكيون تطوير الواقعة وقاموا
بعرضه امام القضاء العسكري الامريكي ولكن اذا فعلوا ذلك يكونوا قد أوقعوا
انفسهم فى المحظور لانهم قالوا ان العراق دولة ذات سيادة.
وذكر ان
الصحفي لن يحاكم اليوم ولا قريبا فالموضوع سياخذ وقتا فربما يأتي أوباما
ويعفو عنه، واضاف ان الواقعة جاءت انذارا يجعل من الضروري مراجعة الناحية
الامنية.
وعن تفسيره لما حدث وأسباب الواقعة قال الاشعل ان هناك
أربعة اسباب ربما تفسر هذه الواقعة التى جعلت هذا الصحفي يقوم بذلك، هو
بشاعة ما قام به بوش فى العرقا بناءا على معلومات خاطئة واعلانه لاسفه عما
فعل من اسبوعين.
والسبب الثاني الذى يراه الدكتور الاشعل هو حالة
التوتر والغليان والكبت التى يعيشها العالم العربي وخاصة العراق نتيجة لما
سببه بوش، ويرى انه أحس انه هو الذى قام بذلك، واضاف قائلا اننا لو قمنا
باستطلاع رأي حول الواقعة فى امريكا فوجدنا ان معظم الامريكيين راضون عن
هذه الواقعة.
وأما السبب الثالث وهو ان الواقعة تمثل أكبر احتجاج
عراقي على الاتفاقية الامنية بين بغداد وواشنطن وتعتبر لطمة للحكومة
العراقية الحالية.
والسبب الرابع الذى يراه الاشعل هو سبب ديني
فيقول ان القرآن به آيه كريمة تقول "ومن يهن الله فما له من مكرم" فقد
ادعى بوش ان ما فعله فى العراق كان بتوجيهات من السماء ولكن هذه الواقعة
تعتبر ردا عليه من السماء التى افترى عليها بقوله انها التى ابلغته بما
فعله فى العراق فهذا خير رد على بوش.
وأوضح الدكتور الاشعل ان هذا
الصحفي عبر عن قيام الروح العراقية مرة خصوصاً لو ظهر ان هذا الصحفي كان
شيعيا لديه غيره على بلاده وتوضح للك لان العراقيين يريدون عراقا موحدا
ولا يريدون تدخلا لا من أحد فى شئون العراق خاصة الولايات المتحدة وإيران.
وصرح
عبد الله الاشعل ان اتحاد المحامين العرب سيشكل وفدا من المحامين العرب
للدفاع عن هذا الصحفي امام المحاكم العراقية وهناك اكثريمن مائة محامٍ من
كل العالم العربي أعلنوا عن انضمامهم لهذا الوفد.
وانهي الأشعل
حديثا ضاحكاً ان هذه الواقعة من الممكن ان تجعل الضرب بالأحذية "سداح
مداح" ومن الممكن ان يجعلوا الصحفيين يدخلون المؤتمرات الصحفية وهم "حفاة
الاقدام".